أخبار

..أغتسل بكِ... ولا أرغب بعدها في الاغتسال منكِ ........ حين يُقطع الحبل السريُّ لقطرة من سحابة ... عندها فقط يبدأ المطر ..... ........... في ما أسماه البحث عن الحب رمى بنفسه في طريقها كموجة في محيط وهو يعلم أنه يقدم على الدخول إلى قلب العاصفة ....

قصائد من ديوان راقصة الجرف

                              سقوط  

كعيون تنظر بعشوائية 


إلى غابة الظلام المنسكب من ابتسامة الموناليزا.


إلى ما وراء السحب ،


عدد لا يحصى من الصغيرات ينظرن إلى الخلف


يحدقن ... لتدفق الحب 


من نظرة سحابة إلى قوس قزح 


عندما يعانقن شعاع الشمس المتوهج دون حواف ، 


يحدقن ..


على طول الطريق .. للسقوط بقوة ،


وإبداع رسم 


لدموع بلا صاحب .

.
... تسيل على الأرض.




ظلٌ يشبهُ مُعَبَّرٌ 

-1-

حيث الصمت والسكون في الأفق، أحلك من تعابير الخطيئة 
أمشي مع نفسي على أرضٍ صامتة الملامح ،أسير ببطء نحو الحزن حيث غروب الشمس 
بنظرة شاهقة الانتظار ، ونصف وجهٍ ينظر إلى السماء ، 

في قاع عيني سحابة فوضى ثقيلة...
 مثل الموت المؤكد 
مسلوبة الأحلام  ،

ليس لديها سوى ما أبقى لها العدم من حق الاحتفاظ بحلم فراشة 
بالامساك بضوء شمعة كل ليلة.


-2-
كانَ ذلك منذُ زمنٍ طويلٍ ، لا يمكنني القول منذ متى ..
 على ما أذكرُ أنه منذُ سكون أصوات الموسيقى في أذني .
كنت أشكو رائحةَ الواقعِ للحصولِ على لمحة  من دموعِ البدايةِ 
مرةً أُخرى...
أستمطرُ عينيَّ  لأغسل شعر الأغصان الميتةِ
 حين أصبح لي ظلٌ يشبهُ مُعَبَّرٌ عجوز
 أسهب في  تعبيرِ حُلمٍ طويل .


-3-
وعلى مسافة سبع قطراتٍ من الموتِ عطَشاً
سقط صوت الماء
حيث ألقى خيط الأفق بأولُ قطعةً من الليل
 كان الظل بأكمامٍ طويلةٍ
وحيدٌ مثل النجومِ في هذه الأمسية الخريفية ذات الريح الجافة
خالي الوفاضِ..
 أُشبهُ ما بعد ظهيرة هذه الصحراء الصامتة
 أنتظر  أن تهب رياحي...
                             مثل فجأةِ حنين .




شــــتاء

بعدَ أن ابتعد لفترة طويلة ،
حلَّ فجأةً  ليجمد الدماءَ في أوراق أشجار  القيقب الجميلة في حديقتي
مقفرةُ هيَ ضحكتهُ ..
مخيفة وغامضة...
 لدرجة أنها حطمتْ أحلام الأشجارِ.. باستمتاعِ أغصانها بالرقص
كم هي مقفرة ضحكتك أيهَ الشتاء
                               ... كم هي مقفرة


قصيدة الموت

منعزل وحدَكَ  كشجرة وراء غابةٍ من القصبِ وحفنةٌ من الأضواءِ الخافتةِ تلامسُ سنواتكَ البعيدة في هذهِ المدينةِ .
كم هي قصيرةٌ قصائدُ الموتِ في نهاية نفق ذكرياتكَ ، لن تحلمَ بالأشياء بعدَ الآن ،
هي بداية التخلصِ من الأعباءِ في وقتٍ متأخرٍ.
................

أنْ تكونَ كبذرةٍ في الأرضِ ،هلْ ستشعرَ بالخسارةِ ..؟

أنْ تحزنَ من أنْ تذبلُ الحشائش...
 وبراعم الأزهار الصغيرَةِ  التي احتضنتها في حديقةِ ظلكَ 
 وتعلقتْ حياتها بحياتكَ...؟
هل تتوقع أن تلحق بك بعدَ ذهابك .....؟
...............

لا أظن ذلك  ......!
......................

 فسكونُ ضجيج الحياةِ في أُذنيكَ

  لن يدفن معكَ كلَّ شيء ...







أبي
كُنا نسير معاً جنباً إلى جنبٍ 
كان أعلى كتفه بعيداً جداً ، حتى أنني لا أستطيع أن ألمسه بيدي

 أذكر أنه كان يحملني على كتفه عندما كنت صغيراً مثلُ حلم 
سار معي جنباً إلى جنبٍ .. حين أخذني في أولِ يومٍ إلى مدرستي الابتدائية 
و جنباً إلى جنبٍ ..
سار معي حين أخذني معه إلى الصلاة في المسجد المجاور 
سار معي ...

حين أخذني لأشتري ألعابي و الحلوى التي كنت أحبها 

كانَ يأخذني معه إلى كلِ مكان....

 حتى عندما يزور أصدقاءَهُ 
ولا أنسى عندما ذهبت برفقتهِ لأول مرةٍ حاملاً شهادتي الثانوية لتقديم أوراقي إلى مكتب القبولِ والتسجيلِ في الجامعة .


أصبح كتفي أعلى من كتفهِ بكثير ..


لكنني لا أذكر أنني سرت معه جنباً إلى جنبٍ منذ زمن بعيد ، 


أظنُّ... أنه أصبح ضعيفا...

 وصحتهُ ...لا تسمح له بالسير معي  الآن .



معايدة

الذي  يحدث..
 حين تدور نجوم وكواكب حول مداراتها في الفضاء الفسيح
الذي يحدث..

 عندما يحوم البعوض فوق رأسك ساعة الغروب

الأرض التي تحملك على ظهرها...  كطفل إفريقي مربوط إلى ظهر أمه
الشمس... التي تمسح على ظهرك بيدها الدافئة أيام الشتاء 
والقمر الذي يمطرك بالحب والرومانسية كل ليلة.


*****
ميادين السيارات التي صممت بشكل دائري

 لتجعل حركة السيارات أكثر انسيابية 
الكرة عندما تتدحرج على الأرض ،
أليست أكثر سلاسة من حركة النرد.. عندما تلقيه على طاولة اللعب ؟
أنت الآن...  كشهاب عابر في الفضاء بخط مستقيم 

ومض فجأة ثم اختفى 

****


كل هذه الاستقامة والمثالية .؟.... 
عدم توافقك مع أي شيء ...
غربتك عن كل شيء ...


أنت تعرف الآن ... 

لم تنتشر تلك الهالات السوداء حول عينيك المتعبتين. ....

****

..........................

في آخر عيد قابلته فيه 
قلت له ذلك.. 

..............
عندما كان كالمجنون  ...  تقريبا







فصحى

قصائد جديدة






انهيار  ..


1 

هذا اليوم 


شوارع


تنبح بالكآبة

سحب متناثرة بلون الغبار

مبانٍ  ..
تترنح من السكر 
سياراتٌ ....

 تسير بحذرٍ 
تتقيأ محركاتها ...  أصوات عواء كلاب سجينة



حزن ...


يشبه أفاعٍ 


تزحف على زجاج أسود 



2

أصواتٌ لحوافر قطعان مشتتة...
.. تعدو مذعورة   ..
  أسهم مشتعلة تهبط  بلون  الجحيم
عصافيرٌ .. داميةُ العيونِ
بمخالبٍ بنفسجيةٍ
تتشبث 


بجذوع المباني


و أغصان الكهرباء
في غابات الإسمنت المحترقة

3


صمتٌ معربد ..
 يصرخ في وجوه المارة
 ينفخ في ثقوب أرواحهم الهزيلة
مشانق  ...
 معلقة  في غرف النوم

4

طرقاتٌ  ..
 تَنِزُّ  بأصواتِ سياراتِ إسعافٍ...
 قادمة من صالات  البنوك الفخمة

   مجانين جدد ...
 ينزعِونَ  ملابسَهَم عند إشاراتِ المرورِ الضوئيةِ
 ليكشفوا عنْ مؤخراتهم  للحياة ..
 وللعينة .. خطوط المشاة   ...






انتظار .....


1

أجلس على مقعد ي
أتأمل أشكالهم
كدمىً  
علاها الغبارُ منذُ عامٍ
في محلِّ ألعابٍ مغلق


2

 ينتظرونَ جواري
انظرُ إليهمْ 


وبشكلٍ بطيءٍ جداً 


سيفٌ صدئٌ

بغيرِ نصلٍ

ولا مقبضٍ


يحاولُ أن يقطعَ ناصيتي 


بشكلٍ

بطيءٍ
جداً . . . . 




السنونو
1
في  مثلِ هذهِ الأيامِ الكئيبةِ...
من فصلِ الخريفِ
تحلقُ  أسرابٌ من طيورِ السنونو  في مدينتي
... في الشوارعِ 
... في الميادينِ
... فوق البناياتِ
بشكلٍ مرعبٍ ...
  لجميعِ حَواسِي

2

    سريعٌ ..
 مثلُ الصواعق على بصري 
بشكل يفتح كل نوافذ الهدوء  والسكينة في روحي 
يتملكني شعور بالخوف ...
والتوتر  في كل أنسجة جسمي  وكل حبل من حبال أعصابي



3

إيقاع طيرانها 
هجومها  المفاجئ
اقترابها ....
ثم مراوغتها 
ارتدادها  ...
 واندفاعها بسرعة فائقة عن سكينة جسدي ..كشياطينٍ  وأرواحٍ شريرة طائرة 
أو كساحرات مجنحات

4

قبل الغروب يثرن صخباً مخيفاً  
في شوارع المدينة  وفي أرواح العابرين
كأنهن ينقضضن بسرعة لالتقاط  الرؤوس ...
...والهرب بها بعيداً
  

5


يا طيور السنونو
أيتها الطيور المهاجرة
أتركي مدينتي بسلام
... أكملي هجرتكِ
.   ارحلي..
 ..........



راقصة الجرف


1

كنَبْتَةِ أُمْنِيَةٍ ...
نَبتَتْ بَعد أنْ ضلَّتْ بذْرَتَها الطِريق
 في حُضْنِ شقٍ 
على رصيفٍ تدوسهُ أحذيةُ العابرينَ




2

أصبحَ الآنَ يجدُ لقدمهِ الوحيدةَ التي يقفُ عليها
مكاناً مناسباً للوقوفِ
بعدَ أنِ استفاقَ من الضربةِ التي استهدفتْ مؤخرَ رأسهُ
حيثُ وجدَ نفسهُ  ...
عجوز ٌمعصوبةَ العينينِ
على شَفا جُرفٍ
تَقِفُ على أطْرَافِ أصابعِ قدمٍ واحدةٍ
كراقصةِ (( باليه ))
3

حاولَ لسنواتٍ حفظَ توازنَهُ
وما زالَ أثرُ تلكَ الضربةِ
يدوي كسربِ نحلٍ خلفَ عينيهِ المتحجرتينِ من شدةِ الألمِ و المفاجأةِ 
بعدَ أنْ تكونتْ طبقةٌ 
بلونٍ أصفرٍ منَ المرارةِ الدبقةِ 
على سقفِ فمهِ
الذي أصبحَ بابَ مقبرةٍ.





حب


تنظر إلى عينيه ..
و ينظر إلى عينيها.. 
رغم الألم الذي يشعران به
يستهلكان بعضهما
 وهما يتبادلان القبل 


نعاس.....



أحن إلى مواء وسادتي
والكلب الذي يعض خاصرتي
... تحت غطاء السرير

تفاح





قلبي وقلبكِ..
 تفاحتان 
تقضمان بعضهما 
لتصبحا تفاحة واحدة 

مرآة





... وجهي مفتوح على مصراعيه...

 للزهايمر الذي أصاب ذاكرة المرآة ..
.. المتسخة أمامي

خلوة






بيدي السيجارة الأخيرة التي لم أشعلها بعد 
أجلس داخلي وحيداً ..

أستنشق الدخان الناتج عن احتراق لحني



ظلمة



هواء مظلم ...
يدخل من النافذة التي تطل على حظيرة الأغنام
التي لا تقيم حفلات ساهرة ..
في فصل الصيف

مغامر




في ما أسماه البحث عن الحب
رمى بنفسه في طريقها 
كموجة في محيط
وهو يعلم أنه يقدم على الدخول إلى قلب العاصفة

وطني


وطني ....
بعير أسود
 على غاربه حبل أسود
يشتمُّ .. نوقاً بعيدة
 في ظلمة الليل


إدمان



حتى لا ينام ....
أحمل ليلي كطفل  صغير من تحت ذراعيه
أجلسه برفق ... بيني وبين شاشة الـ (( LCD ))
...   على طاولة الكمبيوتر
وأشتعل أمامه كشمعة

***************

--

ليست هناك تعليقات: