قصائد جديدة
انهيار ..
1
هذا اليوم
شوارع
تنبح بالكآبة
سحب متناثرة بلون الغبار
مبانٍ ..
تترنح من السكر
سياراتٌ ....
تسير بحذرٍ
تتقيأ محركاتها ... أصوات عواء كلاب سجينة
حزن ...
يشبه أفاعٍ
تزحف على زجاج أسود
2
أصواتٌ لحوافر قطعان مشتتة...
.. تعدو مذعورة ..
أسهم مشتعلة تهبط بلون الجحيم
عصافيرٌ .. داميةُ العيونِ
بمخالبٍ بنفسجيةٍ
تتشبث
بجذوع المباني
و أغصان الكهرباء
في غابات الإسمنت المحترقة
3
صمتٌ معربد ..
يصرخ في وجوه المارة
ينفخ في ثقوب أرواحهم الهزيلة
مشانق ...
معلقة في غرف النوم
4
طرقاتٌ ..
تَنِزُّ بأصواتِ سياراتِ إسعافٍ...
قادمة من صالات البنوك الفخمة
مجانين جدد ...
ينزعِونَ ملابسَهَم عند إشاراتِ المرورِ الضوئيةِ
ليكشفوا عنْ مؤخراتهم للحياة ..
وللعينة .. خطوط المشاة ...
انتظار .....
1
أجلس على مقعد ي
أتأمل أشكالهم
كدمىً
علاها الغبارُ منذُ عامٍ
في محلِّ ألعابٍ مغلق
2
ينتظرونَ جواري
انظرُ إليهمْ
وبشكلٍ بطيءٍ جداً
سيفٌ صدئٌ
بغيرِ نصلٍ
ولا مقبضٍ
يحاولُ أن يقطعَ ناصيتي
بشكلٍ
بطيءٍ
جداً . . . .
السنونو
1
في مثلِ هذهِ الأيامِ الكئيبةِ...
من فصلِ الخريفِ
تحلقُ أسرابٌ من طيورِ السنونو في مدينتي
... في الشوارعِ
... في الميادينِ
... فوق البناياتِ
بشكلٍ مرعبٍ ...
لجميعِ حَواسِي
2
سريعٌ ..
مثلُ الصواعق على بصري
بشكل يفتح كل نوافذ الهدوء والسكينة في روحي
يتملكني شعور بالخوف ...
والتوتر في كل أنسجة جسمي وكل حبل من حبال أعصابي
3
إيقاع طيرانها
هجومها المفاجئ
اقترابها ....
ثم مراوغتها
ارتدادها ...
واندفاعها بسرعة فائقة عن سكينة جسدي ..كشياطينٍ وأرواحٍ شريرة طائرة
أو كساحرات مجنحات
4
قبل الغروب يثرن صخباً مخيفاً
في شوارع المدينة وفي أرواح العابرين
كأنهن ينقضضن بسرعة لالتقاط الرؤوس ...
...والهرب بها بعيداً
5
يا طيور السنونو
أيتها الطيور المهاجرة
أتركي مدينتي بسلام
... أكملي هجرتكِ
. ارحلي..
..........
راقصة الجرف
1
كنَبْتَةِ أُمْنِيَةٍ ...
نَبتَتْ بَعد أنْ ضلَّتْ بذْرَتَها الطِريق
في حُضْنِ شقٍ
على رصيفٍ تدوسهُ أحذيةُ العابرينَ
2
أصبحَ الآنَ يجدُ لقدمهِ الوحيدةَ التي يقفُ عليها
مكاناً مناسباً للوقوفِ
بعدَ أنِ استفاقَ من الضربةِ التي استهدفتْ مؤخرَ رأسهُ
حيثُ وجدَ نفسهُ ...
عجوز ٌمعصوبةَ العينينِ
على شَفا جُرفٍ
تَقِفُ على أطْرَافِ أصابعِ قدمٍ واحدةٍ
كراقصةِ (( باليه ))
3
حاولَ لسنواتٍ حفظَ توازنَهُ
وما زالَ أثرُ تلكَ الضربةِ
يدوي كسربِ نحلٍ خلفَ عينيهِ المتحجرتينِ من شدةِ الألمِ و المفاجأةِ
بعدَ أنْ تكونتْ طبقةٌ
بلونٍ أصفرٍ منَ المرارةِ الدبقةِ
على سقفِ فمهِ
الذي أصبحَ بابَ مقبرةٍ.
حب
تنظر إلى عينيه ..
و ينظر إلى عينيها..
رغم الألم الذي يشعران به
يستهلكان بعضهما
وهما يتبادلان القبل
نعاس.....
أحن إلى مواء وسادتي
والكلب الذي يعض خاصرتي
... تحت غطاء السرير
تفاح
قلبي وقلبكِ..
تفاحتان
تقضمان بعضهما
لتصبحا تفاحة واحدة
مرآة
... وجهي مفتوح على مصراعيه...
للزهايمر الذي أصاب ذاكرة المرآة ..
.. المتسخة أمامي
خلوة
بيدي السيجارة الأخيرة التي لم أشعلها بعد
أجلس داخلي وحيداً ..
أستنشق الدخان الناتج عن احتراق لحني
ظلمة
هواء مظلم ...
يدخل من النافذة التي تطل على حظيرة الأغنام
التي لا تقيم حفلات ساهرة ..
في فصل الصيف
مغامر
في ما أسماه البحث عن الحب
رمى بنفسه في طريقها
كموجة في محيط
وهو يعلم أنه يقدم على الدخول إلى قلب العاصفة
وطني
وطني ....
بعير أسود
على غاربه حبل أسود
يشتمُّ .. نوقاً بعيدة
في ظلمة الليل
إدمان
حتى لا ينام ....
أحمل ليلي كطفل صغير من تحت ذراعيه
أجلسه برفق ... بيني وبين شاشة الـ (( LCD ))
... على طاولة الكمبيوتر
وأشتعل أمامه كشمعة
***************